المحايد/ بغداد
اختتم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ليل الجمعة (17 أيلول 2021)، زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة، التي بدأها الثلاثاء الماضي والتقى خلالها كبار المسؤولين المصريين وشيخ الأزهر ومسؤولين عرب، الذين أبدوا موقفهم من دعم العراق، فيما كشفت البيانات تفاصيل اللقاءات التي احتضنتها القاهرة طوال 3 أيام مضت.
وذكر المكتب الإعلامي للحلبوسي في بيان أن "الأخير والوفد النيابي المرافق له، اختتم زيارته إلى عاصمة جمهورية مصر العربية القاهرة".
وجاءت زيارة الحلبوسي بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي التقاه بعد وصوله إلى القاهرة في قصر الاتحادية، واتفق معه على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
وبعد لقاء الحلبوسي بالسيسي، صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة جمهورية مصر، بأن السيسي "أكد حرص مصر على مواصلة تطوير التعاون مع العراق في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة الرسمية، استثماراً لقوة الدفع الحالية التي تشهدها العلاقات المشتركة وتبادل الزيارات لكبار المسؤولين بالبلدين، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع مملكة الأردن الشقيقة".
ولفت المتحدث إلى أن "السيسي أكد استعداد مصر الكامل لنقل خبرة تجربتها التنموية إلى العراق الشقيق لمساندة ودعم الحكومة العراقية في جميع جهودها، من أجل بلوغ الهدف الاستراتيجي لاستقرار العراق واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربي والإقليمي الفاعل وترسيخ موقعه في العالم العربي".
وشدد الرئيس السيسي على "الأهمية البالغة للانتخابات البرلمانية القادمة في رسم ملامح الفترة المستقبلية في العراق وتقوية مؤسساته الوطنية، فضلاً عن رفض مصر كافة التدخلات الخارجية في شؤون العراق، مع الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول والامتناع غير المشروط عن التدخل في شؤونها الداخلية"، بحسب المتحدث باسم الرئاسة.
وبعد اللقاء، أشاد عضو مجلس النواب المصري، أحمد فؤاد أباظة، وكيل أول لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بالقضايا التي ناقشها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي خاصة تأكيد الرئيس السيسي على حرص مصر على مواصلة تطوير التعاون مع العراق في جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة الرسمية، استثماراً لقوة الدفع الحالية التي تشهدها العلاقات المشتركة وتبادل الزيارات لكبار المسئولين بالبلدين، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال آلية التعاون الثلاثي مع مملكة الأردن الشقيقة.
ونقلت وسائل إعلام مصرية بيان أباظة الذي أشاد أيضاً "بتأكيد الرئيس السيسي على الأهمية البالغة للانتخابات البرلمانية القادمة في رسم ملامح الفترة المستقبلية في العراق وتقوية مؤسساته الوطنية، فضلاً عن رفض مصر كافة التدخلات الخارجية في شئون العراق، مع الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول، والامتناع غير المشروط عن التدخل في شئونها الداخلية معتبراً تقدير رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي لدور مصر الداعم في استعادة الاستقرار بالعراق، ومساهماتها في تنميته وترسيخ أمنه بأنه دليل قاطع على الدور الرائد والمحوري الذى تقوم به مصر تجاه دولة العراق الشقيقة .
ولم تكن زيارة الحلبوسي مقتصرة على لقاء السيسي فقط، بل التقى الأول، رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وبحث معه تطور العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون.
وذكر بيان صدر عن مكتب الحلبوسي، أن "اللقاء بحث تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات كافة، حيث ثمَّن سيادته موقف مصر قيادةً وحكومةً وشعباً في دعم العراق وتمتين علاقاتها السياسية والاقتصادية، وموقفها الثابت برفض التدخل في شؤون العراق الداخلية، وأضاف أن الركائز المتينة بين البلدين هي التي أثمرت هذا التعاون والتنسيق".
وأشار الحلبوسي، إلى أن "مجلس النواب العراقي حريص على دعم التعاون، والسعي إلى تحقيق تكامل اقتصادي بين البلدين، داعياً إلى متابعة التشريعات من كلا الجانبين، لتسهيل تنفيذ الاتفاقات ومخرجات القمة الثلاثية".
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء المصري - وفق البيان - "دعم بلاده الكامل في تطوير علاقاتها مع العراق وفي جميع المجالات" مشيراً إلى أن "علاقات القاهرة مع بغداد مبنية على التفاهم المشترك".
وأضاف مدبولي، أن "السلطتين التشريعية والتنفيذية في مصر تقدمان الشكر والامتنان لمجلس النواب العراقي على دعمه للمشروعات الإنمائية المقرر تنفيذها في العراق وتفعيل التعاون الثنائي".
وبعد رئيس الوزراء المصري، التقى الحلبوسي نظيره المصري حنفي جبالي، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي في مقر مجلس النواب، وجرى عقد جلسة مباحثات في مقر المجلس تناولت العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين الشقيقين".
وأكد الحلبوسي بحسب بيان مكتبه، أن "العراق حريص على توطيد علاقاته مع أشقائه، ومواصلة التعاون على الصعد كافة"، مشيرا إلى "أهمية التعاون النيابي بين العراق ومصر في المحافل العربية والإقليمية والدولية، مشيدا بدعم مصر لوحدة واستقرار وأمن العراق".
من جانبه، أكد الجبالي "موقف مصر الثابت بدعم العراق واستقلال قراره السياسي ومواصلة العمل لتطوير التعاون الاقتصادي المشترك، وكل ما يسهم في تحقيق التنمية والاستقرار".
أعرب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الخميس، عن تطلعه لزيارة العراق ولقاء مختلف طوائفه، مؤكدا أن وحدة الأمة الإسلامية هو سبيلها للأمن والاستقرار والرخاء.
جاء ذلك خلال لقائه مع وفد عراقي رسمي، برئاسة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان، في مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، وفق بيان للأزهر الشريف.
وقال الطيب: "اتطلع لزيارة العراق، وأتوق لرؤية البلد ولقاء شيوخه وعلمائه، والتوسع في برنامج الزيارة لتشمل لقاء مختلف طوائف الشعب العراقي ومعالمه التاريخية". دون تحديد موعد للزيارة.
وأضاف أن "وحدة الأمة وتلاحمها مقصد من مقاصد الإسلام، وليس أمامنا إلا هذا الطريق من أجل الأمن والاستقرار والرخاء".
وتابع أن "الأزهر وطلابه وشيوخه تربطهم علاقة وثيقة بالعراق، وهي علاقة أخوة وعروبة وإسلام وعلم، وسيرة علماء العراق الأفذاذ موجودة في كل المناهج والمحاضرات نظرًا لجهودهم في خدمة علوم الدين واللغة العربية".
بدوره، أعرب الوفد العراقي عن تطلع وترقب بلاده لزيارة شيخ الأزهر، معتبرين إياها "رسالة قوية" لوحدة الشعب العراقي وتقديره لعلمائه، ووحدة الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة العنف والتطرف، وفق البيان.
وقال رئيس البرلمان العراقي إن "مشاكل المنطقة تحتاج إلى إرساء ثقافة الحوار وتوحيد الشعوب وإعلاء القيم الدينية ليسود التسامح والإخاء وتستقر الأوطان".
وأضاف الحلبوسي أن "العراق يعول كثيرًا على زيارة شيخ الأزهر، وستكون زيارة تاريخية لدعم العلاقات الأخوية بين القاهرة وبغداد".
وفي لقاء آخر، استقبل عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، محمد الحلبوسي، والوفد المرافق له في القاهرة، وخرج اللقاء بالاتفاق على دعم البرلمان العربي التام لأمن واستقرار العراق ووحدته الداخلية.
وذكر البرلمان العربي في بيان، أن "اللقاء شهد مباحثات موسعة بين الجانبين حول تطورات الأوضاع في جمهورية العراق، وسبل تعزيز التعاون بين البرلمان العربي ومجلس النواب العراقي، والمستجدات والتطورات في المنطقة العربية".
وأكد رئيس البرلمان العربي، على "دعم البرلمان العربي التام لأمن واستقرار العراق ووحدته الداخلية”، مشدداً على أن "العراق يمثل دولة محورية ورئيسية في المنطقة العربية وفي المنظومة الإقليمية ككل، وأن عودته إلى الحاضنة العربية، تُمثل أهمية استراتيجية كبيرة لمنظومة العمل العربي المشترك، وإضافة نوعية لصون الأمن القومي العربي".
وأكد العسومي، على "المواقف الثابتة للبرلمان العربي بشأن دعم سيادة الدولة العراقية على كامل أراضيها، والرفض التام لأية تدخلات إقليمية أو خارجية في شؤونها الداخلية تحت أية دعاوي"، مثمناً الجهود الكبيرة التي تقوم بها جمهورية العراق في الحرب على الإرهاب وفرض الأمن والاستقرار في كافة أنحاء الدولة العراقية".
وأعرب رئيس البرلمان العربي، عن "تطلعه لأن تحقق الانتخابات القادمة في شهر أكتوبر 2021 تطلعات الشعب العراقي بكافة مكوناته، في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة"، مؤكداً "استعداد البرلمان العربي للمشاركة في ملاحظة هذه الانتخابات، حرصاً على المشاركة في هذا الاستحقاق الديمقراطي الهام".
من جانبه، أعرب الحلبوسي، عن "تقديره الكبير للدور الذي يقوم به البرلمان العربي في دعم العراق على كافة المستويات”، مؤكداً أن "البرلمان العربي يقوم في ظل رئاسته الحالية بجهود مقدرة وغير مسبوقة في دعم كافة القضايا العربية، وليس العراق فقط".
وأكد الحلبوسي على "حرصه على تعزيز أدوات التواصل والتنسيق المستمر مع البرلمان العربي في كافة القضايا التي تهم الشعوب العربية”، مشددا على أن”العراق لديه إصرار على المضي قدما في تحركه النشط على الساحة العربية على كافة المستويات".
واتفق الجانبان خلال المباحثات على عقد إحدى الجلسات القادمة للبرلمان العربي في العاصمة العراقية بغداد في مقر مجلس النواب العراقي، كرسالة مهمة للتأكيد على الدعم العربي للعراق وبحث آليات مساندته على كافة المستويات.
واقترح رئيس البرلمان العربي تنظيم عدد من الفعاليات العربية الاقتصادية على هامش هذه الجلسة، لدعم جذب الاستثمارات العربية والدولية إلى العراق.
أما لقاء الحلبوسي والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، فقد شهد تعهداً من الأخير بأن تقف الجامعة "دائماً مع العراق وشعبه، وتواكبه في جميع المحطات الهامة".
وقال المكتب الإعلامي للحلبوسي في بيان، إن الاخير، التقى رفقة وفد نيابي، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبحث اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة".
وأكد رئيس البرلمان، خلال اللقاء، وفق البيان "أهمية التواصل والحوار وتعزيز العلاقات بين العراق وأشقائه في الدول العربية، وتعزيز التواصل على مستوى البرلمانات العربية".
من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن "ارتياحه لما حققته الدولة العراقية من تقدمٍ على صعيد توطيد علاقة العراق بمحيطه العربي واعتماده نهجاً بنَّاءً في لغة الحوار، لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء".
وأبدى "استعداد الجامعة العربية لدعم العملية الانتخابية بفريقٍ من المراقبين المختصين من الأمانة العامة"، مشدداً على أن الجامعة "ستقف دائماً مع العراق وشعبه، وتحرص على مواكبته في جميع المحطات الهامة، على صعيد تعزيز أمنه واستقراره وتعزيز وحدته الوطنية، وتحقيق طموحات الشعب العراقي في التنمية والازدهار".
وكانت تفعيل الاتفاقيات الثنائية ودعم العراق وتهيئة الأرضية لجلب الاستثمارات العربية والأجنبية، وحث شركات الأدوية المصرية على المجيء إلى العراق، محاور تلك اللقاءات، كما أكد المسؤولون الذين التقاهم رئيس البرلمان دعمهم العراق وأمنه ووحدته.
من جهته، يرى أحد أعضاء مجلس النواب، أن "مصر تعد دولة قريبة من كل الأطراف"، مشيراً إلى أن "البعد الأول لزيارة الحلبوسي هو البرلماني، والذي يعد جزءا من اتفاقيات سابقة تتخللها لقاءات مشتركة مستمرة، كان قد عقدها مع مجلس الشعب المصري للتباحث حول القضايا البرلمانية المشتركة".