الصفحة الرئيسية / مخاوف كردية في العراق وسوريا من حدوث "السيناريو الأفغاني"

مخاوف كردية في العراق وسوريا من حدوث "السيناريو الأفغاني"

المحايد/ دولي


بالنسبة للأقلية الكردية في العراق وسوريا، فإن مشاهدة الصور غير الاعتيادية للأفغان وهم يتشبثون بيأس بطائرة أميركية أثناء إقلاعها تثير لديهم تساؤلات جدية بشأن مستقبلهم، وفقا لموقع "فويس أوف أميركا".

وعرضت أهم القنوات التلفزيونية في إقليم كردستان، "روداو" و"إن آر تي"، برنامجين عبر شاشتيها، الثلاثاء، كان عنوانهما "هل سيتكرر السيناريو الأفغاني في العراق؟".


وأشار البرنامجان إلى سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان، بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية منها.

وتمكن الأكراد في العراق من تأسيس منطقة حكم ذاتي لهم، عقب حرب الخليج عام 1991، عندما أقامت الولايات المتحدة والدول الحليفة معها منطقة حظر طيران لأهداف إنسانية في شمالي العراق.

وعندما تمكن تنظيم داعش من البروز، في 2014، بات المقاتلون الأكراد حلفاء أساسيين للولايات المتحدة على الأرض، ما أتاح لأكراد سوريا أيضا إنشاء إدارة "نصبت نفسها بنفسها" في شمالي شرقي سوريا.

وفي مقابلة مع "صوت أميركا"، سعى نائب رئيس إقليم كردستان للشؤون الأمنية، شيخ جعفر شيخ مصطفى، لطمأنة الأكراد من أنه يستبعد أن يلاقي العراق ذات مصير أفغانستان، بسبب "الاختلاف الكبير" بين البلدين.

وقال مصطفى "لا نعتقد أن قوات التحالف ستترك العراق (..) لكن إذا فعلوا، فإن تكوين العراق مختلف الآن. لدينا منصب رئيس الجمهورية. ولدينا حصة سياسية وأعضاء برلمان ووزراء في العراق".

وبحسب الموقع، فإن المناصب الحكومية العليا في العراق مقسمة بين الفصائل السياسية الفاعلة في البلاد، بحيث أن يتولى الأكراد الرئاسة، بينما يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس البرلمان سنيا.

 

وأكد مصطفى أن تقاسم السلطة واعتراف الحكومة العراقية بالقوات الكردية "البيشمركة" يجعل أي مواجهة مستقبلية بين الطرفين مستبعدا في ظل غياب القوات الأميركية.

 

وأضاف قائلا إن "العراق يمتلك قوات مسلحة وأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية. وفي منطقة كردستان، لدينا جيش متين من البيشمركة الذين، كما شهد الجميع، كانوا قادرين على مواجهة أكثر قوة شريرة على الأرض، والتي كانت داعش".

 

إلا أن تلك التطمينات قد لا تقلل من مخاوف الكثير من الأكراد، والذين أشار البعض منهم إلى أن التفكك السريع للجيش الأفغاني أعاد صيف 2014 إلى ذاكرتهم، عندما تبدد الجيش العراقي خلال ساعات بوجه هجوم داعش، وترك الأسلحة التي زودته بها الولايات المتحدة للجماعة الإسلامية".

 

ونقل الموقع عن أحد سكان السليمانية بإقليم كردستان، آرا أكو، قوله إن أي انسحاب لقوات التحالف التي تقودها واشنطن قد يفضي إلى "فوضى لا يزال العراق غير مهيأ لها".

 

وأضاف "في العراق، هناك الكثير من الميليشيات المرتبطة بدول إقليمية خارج قيادة موحدة. وأيضا، لا يزال هناك احتمال لعودة مقاتلي داعش الذين يواصلون نشاطاتهم بالتفجير والذبح".

 

ونقل الموقع عن إحدى ساكنات السليمانية، وهي دانيا عثمان، قولها إنها تشعر بالقلق غالبا من تلاشي الحريات الفردية فيما لو انهار النظام الذي تدعمه الولايات المتحدة في العراق.

 

وأشارت إلى أنه لولا البيشمركة وقوات التحالف، "لما كنا قادرين على التحرك بثقة والعيش بهذه الطريقة".

 

ويستضيف العراق نحو 2500 جندي أميركي لمساندة القوات العراقية والبيشمركة في معركتهم ضد تنظيم داعش.

 

وعقب استضافة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في البيت الأبيض، الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنهاء المهمة القتالية الأميركية في العراق بحلول نهاية العام.

 

وقال بايدن إن واشنطن ستواصل العمل على تدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي، دون أن يحدد عدد القوات الأميركية التي ستبقى هناك.

 

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد أكد لموقع "صوت أميركا"، قبيل اجتماع بايدن والكاظمي، أن حكومته تعتقد بأن "القوات المقاتلة (الأميركية) ليست ضرورية في العراق في هذه المرحلة".

 

وبشأن المخاوف من داعش، قال حسين إن "الوضع في العراق مختلف عن أفغانستان"، مضيفا أن تنظيم داعش قد تم تدميره، وأن القوات العراقية احتاجت إلى مشاركة المعلومات الاستخبارية والتدريب والعتاد للتعامل مع بقايا التنظيم.

 

وتزامنت تصريحات حسين مع تحذيرات وجهها فريق مراقبة العقوبات التابع للأمم المتحدة من أن داعش قادر على شن هجمات في العاصمة بغداد، بينما يعيد تأكيد وجوده في محافظات ديالا وصلاح الدين وكركوك.

 

وقال التقرير، الصادر في 23 يوليو، بالاستناد إلى معلومات استخباراتية للدول الأعضاء في المنظمة إن "المجموعة تطورت إلى تمرد راسخ، باستغلال ضعف الأمن المحلين، لإيجاد ملاذات آمنة واستهداف القوات المنخرطة في عمليات مواجهة داعش".

 

وذكر التقرير أن داعش تمكن من مواصلة أنشطته المتمردة في مناطق سيطرة القوات الكردية في سوريا، وكان يشكل مشكلة لبعض الوقت.

 

ويوجد نحو 900 جندي أميركي في شمالي شرقي سوريا، يساندون قوات سوريا الديمقراطية في محاربة بقايا داعش.

 

وبينما لم تعلن واشنطن عن أي تغييرات بشأن مهمتها في شمالي شرقي سوريا، يبقى من المحتمل أن يضع أي انسحاب للقوات من المنطقة القوات الكردية تحت يد تركيا، التي تنظر للمجموعة الكردية كمنظمة إرهابية.

 

وعندما قررت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عام 2019، سحب القوات الأميركية من المنطقة، واصلت القوات التركية وحلفاؤها من المقاتلين السوريين هجوما كبيرا استهدف قوات "قسد"، ووصف المسؤولون الأكراد خطوة واشنطن آنذاك بأنها "طعنة في الظهر".

 

ولفت مدير المركز الكردي للدراسات، في ألمانيا، نواف خليل، إلى أنه ومع مرور السنوات تحولت قوات "قسد" إلى عقيدة الاعتماد على الذات، والتي تتطلب المزيد من الاستعداد لأي انسحاب مفاجئ للقوات الأميركية.

 

وقال خليل "الدرس الأفغاني يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار بلا شك من قبل الأكراد والسوريين بشكل عام".

 

واستبعد خليل أن تسحب واشنطن قواتها من سوريا، لأنها أثبتت فعاليتها الكبيرة بمكافحة الإرهاب.

 

وأضاف أنه "بعد الإخفاق في أفغانستان، قد يعيد الأميركيون التأكيد على انخراطهم في سوريا لطمأنة شركائهم الدوليين والمحليين في سوريا بأن ما حدث في أفغانستان لن يحدث في سوريا"

22-08-2021, 13:37
العودة للخلف