الصفحة الرئيسية / أسلحة أمريكية في أيدي طالبان.. 20 عاما من الحرب ذهبت أدراج الرياح

أسلحة أمريكية في أيدي طالبان.. 20 عاما من الحرب ذهبت أدراج الرياح

المحايد/ متابعة

لا تعكس سيطرة طالبان على نحو ثلثي أفغانستان خلال فترة وجيزة، خيبة الأمل الأمريكية حيال القوات الحكومية التي لم تصمد أمام هجمات الحركة، فحسب، بل أيضا مثّل سقوط الأسلحة الأمريكية في يد المقاتلين ضربة مؤلمة لواشنطن.

وعندما شرع الرئيس الأمريكي الشهر الماضي في الدفاع عن قراره بالانسحاب من أفغانستان قال إن بلاده "قدمت للشركاء الأفغان كل الأدوات"، مضيفا "دعوني أشدد على ذلك، كل الأدوات".

إلا أن مئات المليارات من الدولارات أنفقتها الولايات المتحدة على مدى عشرين على تدريب القوات الحكومية وتسليحها بتلك "الأدوات"، قد ذهبت أدراج الرياح مع انهيار واستسلام تلك القوات أمام مقاتلي الحركة (المحظورة في روسيا).

غنمت طالبان آلاف القطع من الأسلحة الأمريكية والغربية التي خلفتها القوات المنسحبة أو المستسلمة ورائها، وهو ما تظهره مقاطع فيديو لمقاتلي الحركة، كان أبرزها في مدينة قنذوز شمال شرقي البلاد عندما ظهر مسلحو طالبان وقد حصلوا على آليات مصفحة مجهزة بقاذفات صواريخ كغنيمة، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها.

تقول جوستين فليشنر من مؤسسة "حوث التسلح أثناء النزاعات"، إنه ورغم سحب  القوات الأمريكية خلال عملية انسحابها المعدات التي تعد متطورة، إلا أن مسلحي الحركة غنموا "آليات هامفي وأسلحة خفيفة وذخائر".

هذه الأسلحة ستلعب بحسب مراقبين دورا كبيرا في تسهيل عملية سيطرة الحركة على العاصمة كابل والتي باتت على بعد كيلومترات قليلة منها، كما ستمكن حركة طالبان من تعزيز سيطرتها في المدن الأخرى التي اجتاحتها مؤخرا.

وهذه ليست المرة الأولى التي تؤول الأسلحة الأمريكية إلى جهات معادية، فقد سبق وحدث ذلك عندما انسحبت القوات الأمريكية من العراق، وسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينة الموصل (شمال) صيف عام 2014، واستولى على آليات هامفي وأسلحة أمريكية، ساعدته لاحقا في إعلان خلافته المزعومة في العراق وسوريا.

وغزت الولايات المتحدة أفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001 بعد اتهامها حركة طالبان التي كانت تسيطر على البلاد آنذاك بإيواء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المتهم الأول في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام ذاته.

وبحسب بيانات رسمية أمريكية وصلت إجمالي التكلفة التي تكبدتها واشنطن خلال حربها الأطول في التاريخ الأمريكي 822 مليار دولار وذلك بين عامي 2001 إلى 2019.

وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة "طالبان"، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطلع مايو/ أيار الماضي، والمقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل.

14-08-2021, 18:43
العودة للخلف