الصفحة الرئيسية / متسولة شابة تروي تجربتها: مقاهي بغداد مفضلة عندنا لهذه الأسباب

متسولة شابة تروي تجربتها: مقاهي بغداد مفضلة عندنا لهذه الأسباب

المحايد/ ملفات 

على طول المقاهي المنتشرة في شارع المشاتل بمنطقة البنوك شرقي العاصمة بغداد، تتواجد مرام سالم (19 عاماً) كل مساء، وتتجول بين قاعات المقاهي طلباً للمال.  

يقول محمد جاسم (27 عاماً)، وهو مالك أحد المقاهي المنتشرة في الشارع ذاته، "منذ أشهر ازدادت ظاهرة تسول النساء داخل المقاهي، وحوالي 95% من زبائنها من فئة الشباب". 

ويضيف "شابات لا نعرفهن ولا ندري أين يسكنّ، أو من يوصلهن إلى هنا، يتنقلن منذ ساعات المساء الأولى وحتى منتصف الليل بين الزبائن طلباً للمساعدة المالية". 

"والكثير من الزبائن اشتكوا هذه الحالة، وعبروا عن امتعاضهم من سماح إدارات المقاهي بتناميها، فقد كانت شابة واحدة وبمرور الأيام ظهرت المزيد من الفتيات والشابات، وهذا ما يرفضه أغلب زبائننا كوننا في مجتمع شرقي محكوم بعادات وتقاليد معينة"، يتابع جاسم.

لا أحد يوظفنا  

مرام سالم تقول إن ما يدفعها للتسوّل بين المقاهي "عدم إيجاد أي فرصة عمل".

وتضيف "منذ سنوات وأنا أبحث عن عمل مستمر، لكن دون جدوى، فكل الأعمال التي كسبت منها قوت يومي كانت مؤقتة، حيث يتم الاستغناء عن خدماتي بعد فترة وجيزة، وهذا يجعلني في حيرة من أمري، خصوصاً أنني أعيل 11 فرداً". 

وتبيّن مرام "أنا من سكنة أطراف بغداد الشمالية، آتي إلى هنا عن طريق باصات النقل، ومساء كل يوم أكون قد وصلت إلى هذا الشارع (المشاتل)، حيث الشباب هنا متسامحون ويعطون أكثر من المناطق الأخرى التي لجأت إليها لطلب المساعدة". 

"لا يضر الشاب إن أعطاني 1000 دينار مساعدة، فهذا لن يتسبب بحرمان عائلته من الطعام، في المقابل أستطيع شراء 2 كيلو طماطم بهذا المبلغ ما يكيفي عشاء للعائلة التي أرعاها"، تتابع مرام.

وتؤكد "لا أحد يقبل أن يوظفنا بصورة دائمة، كل من عملت معهم يريدون توظيف أصحاب الشهادات والخبرة، وأنا لا أملكهما".

ومنذ كان عمرها 7 سنوات، تحملت مرام مسؤولية إعالة أسرتها، وما زالت كذلك حتى الآن.

"نخشى من تحولها لبؤر" 

أحمد غانم صاحب مقهى آخر في بمنطقة البنوك، يبدي تخوّفه من تحول المقاهي في العاصمة بغداد إلى "بؤر للمتسولين، ما سيؤدي بالضرورة إلى تزايد المتابعة الأمنية لوضعنا، بالتالي فقدان زرقنا الوحيد". 

ويضيف "لم نكن نعلم أن المقاهي ستكون بيئة جاذبة للمتسولات بهذا الشكل المتزايد. في البداية كنا نتعامل مع شابة لا نعرفها وبمرور الأيام تجاوزن العشرة، يأتين في نفس اليوم، ويطلبن من الزبائن المساعدة، وهذا أمر يزعج الكثيرين من رواد المقاهي". 

ويقول غانم "نحن لا نستطيع منعهن من الدخول إلى القاعات، إذ نخشى أن تكون وراءهن جهة مجهولة قد تسبب لنا مشكلة، إذا ما رفضنا تجولهن داخل المقاهي، وهذا الأمر يحدث أمام أنظار القوات الأمنية". 

بدوره، يقول محمد (فضل ذكر اسمه الأول فقط)، وهو مسؤول عن إحدى الدوريات الأمنية شرقي بغداد، لـ"ارفع صوتك": "لم نتلق أية شكوى رسمية بهذا الخصوص حتى نتحرك بشكل رسمي ونمنع تواجد الفتيات داخل المقاهي، نعاملهن على أنهن زبائن إذا ما دخلن، ولكن في حال صدور أي شكوى رسمية فإننا سنتحرك على الفور".  

ومنذ سنوات، أصبحت ظاهرة التسول مهنة رائجة في العراق، فلا يخلو أي تقاطع في العاصمة بغداد وباقي المحافظات من متسولين ومتسولات، وسط غياب الخطط الحكومية للسيطرة على هذه الظاهرة.

وفي كل عام، تعلن القوات الأمنية اعتقال الآلاف من المتسولين في بغداد والمحافظات، فيما يتم إطلاق سراح غالبيتهم بعد أخذ تعهدات منهم بعدم العودة للتسول، إلا أنهم وبحسب مصدر أمني "لا يلتزمون بالتعهدات وسرعان ما يعودون إلى التسول مرة أخرى". 

وأشار المصدر، الذي تحفّظ على ذكر اسمه، إلى أن "هناك جهات متنفذة تدفع رشاوى بالملايين لبعض ضعاف النفوس من الضباط والمنتسبين، مقابل إخلاء سبيلهم وعدم القبض عليهم مجدداً، كونهم يدرّون ملايين الدنانير لهم يومياً".

8-08-2021, 12:00
العودة للخلف