من داخل دائرة عراقية، أدخل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، الفرح على قلب سيدة عراقية تضررت بفعل جائحة كورونا، ولم تقدر على دفع الأقساط المترتبة عليها، لمصرف مصرف صندوق الاسكان.
وبستين فدوة، ودعاء أم، وشعر كله عاطفة ودعوة للصبر والحذر، عبرت سيدة عراقية عن شكرها لرئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعدما استجاب لمناشدتها مشكلتها، أثناء زيارته التي اجراها لمصرف صندوق الاسكان.
"شعندج اليوم جاية هنا"، خاطب الكاظمي السيدة العراقية الجالسة أمامه داخل المصرف بتواضع وصدق، وهو يعرف أن هناك المئات مثلها يقفون في طوابير طويلة، بمختلف دوائر الدولة، لإنجاز معاملاتهم، في ظل توجيهاته المستمرة للوزارات والدوائر كافة بإسراع انجاز معاملات المواطنين وضرورة تفعيل "الحكومة الالكترونية" لتخليص العراقيين من "وحش البيروقراطية" الذي يلتهم أعمارهم وأموالهم بسبب تراكم الفساد خلال الحكومات السابقة.
وروت السيدة العراقية، مشكلتها للكاظمي: "عليها أسقاط شهرية بقيمة (180 الف دينار عراقي)، مدتها 7 أشهر، لم تسددها بسبب ضيق حالها خلال فترة الحجر الصحي منذ بدء جائحة كورونا، والآن المصرف يطالبها بدفعها كاملة، وهي لا تملك المبلغ لدفعه".
وبشكل مباشر، قال الكاظمي لأحد مسؤولي المصرف الواقف بقربه، "أذا اسددلها ما يصير عليها شي؟.. أني اسددلها"، فبكت السيدة فرحة بما فعله رئيس الوزراء، ولم يكتفي الكاظمي بهذا بل وجه باصطحاب السيدة ذاتها، إلى مكتبه الخاص، للاستماع إلى معاناتها وحل مشاكلها بشكل مباشر دون الحاجة للذهاب إلى أي دائرة، رأفةً بحالها واستجابة لوضعها الصعب.
وفي باب المصرف، وقفت السيدة تهتف للكاظمي "انت مو نسر الحمام.. جا زرازير الوكت جنحك تهلسه"، ثم صرخت بأعلى صوتها "أصبر وبالك تطيح"، لتجسد هذه المواطنة رأي الشارع العراقي، وفهمه لمنهج رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي في إدارة الدولة في ظل الأزمات الصحية والاقتصادية والسياسية والأمنية المختلفة، دون النظر إلى من يحاولون الصاق شتى التهم بها، وإيهام الشارع العراقي بمختلف الشائعات والأكاذيب، في هذا الوقت العصيب الذي يمر به العراق.
وبإحدى عجلات موكب رئيس الوزراء، ذهبت السيدة الفرحة بخلاصها من اقساطها الشهرية المترتبة عليها كديون، إلى مكتب الكاظمي، وفي في مكتبه الأبيض الذي يخلو من "طاولة وكرسي السلطة"، جلس رئيس الوزراء بقرب السيدة العراقية، ليستمع إلى معاناتها ومعاناة المواطنين من اقرانها، ليوجه بعدها مكتبه إلى إيصال السيدة إلى منزلها.
وعلى نطاق واسع، تناقل العديد من مدوني ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الفيديو الذي نشره المكتب الإعلامي والذي تضمن ما فعله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع السيدة العراقية، قائلين بأن طريقة الكاظمي في تعامله مع المواطنين خلال زياراته المستمرة لمختلف دوائر الدولة جاءت "لنصر المواطنين والمراجعين البيروقراطية التي انتجتها الحكومات المتعاقبة وزادت من تعقيداتها".
"سلمينا على اولادك"، بهذه العبارة ودع الكاظمي السيدة العراقية، ويده على كتفها، بينما هي تستمر بالدعاء له، سائلة رب العباد "بحق الحسين الوجيه وابو الفضل العباس بإبعاد الحرامية عنه".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وغرف الدردشة، بمختلف الآراء الداعمة للخطوات التي يتخذها رئيس مجلس الوزراء، بما يتعلق بمشاريع الاسكان ومنح القروض للمواطنين، وتعامله مع السيدة المغلوب على امرها في مصرف صندوق الاسكان.
وذكر عدد من المواطنين أن "مشروع الدولة الراعية للمواطنين تبناه الكاظمي منذ أول قرارات صدرت عنه حين استلم منصب رئاسة الوزراء في وقت حرج، وهو يحاول دائماً تسهيل التعقيدات وتشكيل لجان فرعية لبحث إمكانية تخليص المواطنين من مشاكل الدوائر وتعقيداتها".
وعبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن "دعمهم الكامل للخطوات الحكومية، ومحاولة فرض هيبة الدولة وسلطتها ومنح المواطنين حقهم، والضرب بيد من حديد على الفساد والخارجين عن القانون"، قائلين أن "الانتصار للمواطن العراقي هو انتصار للدولة العراقية".
وخلال زيارته لمصرف صندوق الإسكان الأربعاء، وجه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بتمديد مدة تسديد قروض البناء لتصل إلى (20) عاما.
وقال الكاظمي في زيارته إن "زيارتنا لهذا المصرف اليوم تأتي استكمالاً لما بدأناه من مبادرات تتعلق بتوزيع الأراضي السكنية للمواطنين، ومنح القروض الميسرة لهم؛ لغرض بنائها"، مبينا أنه "وجّهنا بتسهيل الإجراءات وتجاوز الروتين والبيروقراطية في ترويج معاملات المواطنين".
وأشار إلى أنه "خصصنا مبالغ طائلة لتمويل منح القروض للمواطنين بفوائد تصل الى الصفر، وبشروط ميسرة"، لافتا الى أن "البنك المركزي وبتوجيه من الحكومة عمل على زيادة مخصصات قطاع الإسكان من أجل شمول أكبر عدد من المستفيدين".
وأكد الكاظمي أن "مدة تسديد القروض ستصل إلى (20) عاماً؛ وبهذا لن تشكل أقساط التسديد عبئاً على المواطن العراقي"، موضحا أنه "هدفنا توفير سكن لكل المواطنين سواء عبر توزيع قطع الأراضي، أو مبادرات منح قروض بلا فوائد للمتقدمين للمجمعات الاستثمارية".
ولفت إلى أنه "لا بديل عن المشروع الوطني لحل أزمة السكن في البلاد".