الصفحة الرئيسية / هكذا يتحكم السلاح المنفلت بحياة المدنيين في البصرة

هكذا يتحكم السلاح المنفلت بحياة المدنيين في البصرة

المحايد/ متابعة

’’لا يعرف ليل البصرة الهدوء ابداً، مناطق بكاملها تتحول إلى ثكنات عسكرية، تسيطر عليها جهات غير مرتبطة بالدولة، لا من قريب ولا من بعيد، مناطق أكملها تسقط ليلاً، هذه هي الحقيقة، البصرة مختطفة من الجميع، ولا أحد يدرك أن سكانها يعيشون أياماً مرعبة’’، هكذا يبدأ الطبيب (خ.س)، بإحدى مستشفيات المحافظة حديثه عن يوميات البصريين. 

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الكهرباء، انفصال خط الهارثة قرنة (400 كي.في) في البصرة بسبب نزاعات عشائري كبير. 

وذكر بيان للوزارة، أن "منظومة الطاقة الكهربائية تعرضت الى انفصال خط الضغط الفائق( 400 كي في) (هارثة/قرنة) الناقل للطاقة الكهربائية عن العمل بسبب نزاع عشائري واشتباكات مسلحة أدَّت إلى سقوط البرجين المرقمين (٦٦و٦٧)،في منطقة الشافي في محافظة البصرة".

من القصور الرئاسية يبدأ كل شيء وما زالت تفاصيل حادثة اشتباكات القصور الرئاسية، بين جهة مسلحة، وبين عناصر الاستخبارات الاتحادية، لم تتضح حتى الآن، رغم انها انتهت بصدور أمر من قبل القائد العام للقوات المسلحة، بإقالة قائد عمليات البصرة اللواء أكرم صدام. 

ورغم ارسال لجنة تحقيقية عليا، وصدور أوامر بالكشف عن ملابسات ما جرى داخل مجمع القصور الرئاسة في منطقة البراضعية، الا أن الغموض ما زال يلف القضية، فيما بين مصدر  أمني، أن "السبب الرئيس وراء ما حدث هو محاولة قوة أمنية خاصة قدمت من بغداد لاعتقال شخصية بارزة تنتمي  لجهة مسلحة ذاته نفوذ كبير في البصرة". 

ولم يكشف البيان الصادر من قيادة عمليات البصرة وقتها، أي تفاصيل تحدد هوية الفاعلين ومنفذي الهجوم المسلح ضد عناصر الاستخبارات، لكنه أشار بالقول: ، أن "عملية إطلاق النار داخل القصور الرئاسية تعود إلى قيام قوة أمنية خاصة أتت من بغداد لاعتقال شخص مطلوب للقوات الأمنية وعند ذهاب تلك القوة إلى منزل المطلوب لم تجده وبالتالي غادرت دون عملية اعتقال هذا المتهم". 

واستدركت ، "لكن معلومات وردت لأحد الفصائل الموجودة في القصور بأن القوة المداهمة لهذا المطلوب والمنتمي لهم هي من خلية الصقور وبالتالي تم إطلاق النار على خلية الصقور الموجودة داخل القصور الحكومية رغم أن الصقور لم يكن لهم اي علم بعملية المداهمة وبالتالي تم تدخل القيادات الأمنية وحل تلك القضية دون أي إصابات كما تحدث البعض". 

يعلق الطبيب (خ.س)،  بالقول: "نتعامل في المستشفيات مع العديد من حالات الإصابات جراء النزاعات العشائرية، والسلاح المنفلت، والجرائم الجنائية وأخرى تتعلق بالرصاص الطائش والرمي العشوائي، وانا شخصياً الاحظ أن البصرة يعاني من نزف دماء يومي لا أحد يستطيع ايقافه". 

ويضيف: "أفكر جدياً بأخذ عائلتي والسفر من هنا، إلى بلاد يمكن أن أجد فيها ما فقدان في البصرة، هذه المحافظة المخذولة من قبل أهلها وحكوماتها وجيرانها، نعم، البصرة تحولت إلى مدينة موت، وأنا شاهد عيان على الحالات اليومية التي تأتي للعيادات الطبية الخاصة والمستشفيات".

ويمضي: "أمراض السرطان منتشرة بشكل مخيف، الحوادث المرورية تقتل العشرات سنوياً، النزاعات العشائرية، تحول ليل البصرة نهارا، وايضاً سطوة الميليشيات تحرمنا من العيش بهدوء وحرية، والفساد ينهي آخر آمال النهضة العمرانية بالمحافظة، لذلك صار لزاماً عليّ ان أفكر بعائلتي ومستقبلها".

أما صاحبة الاربعين عاماً، رشا السعدون، "أعمل في مجال الازياء، لكنني شبع متوقفة عن العمل، ويقتصر دوري على ارشاد المهتمين بالأزياء، على الماركات والاقمشة الجيدة، في البصرة كانت هناك عروضاً للأزياء وداراً مهتمة بها، أمام الآن، فما حدث في القصور الرئاسية يختصر كل شيء ومنه يبدأ كل شيء". 

وتوضح: "هناك حربان في البصرة، بين الدولة وعصابات المخدرات والجرائم المختلفة والمهربين، وبين الجهات المسلحة والمجتمع البصري، وهذه حقيقة، اما الحديث عن وجود ملاحقات عسكرية لمطلوبين من الميليشيات فهذا أمر مستبعد، الميليشيات تتحكم بحياتنا، ولا أحد يقدر على ايقافها ولا حتى الدولة نفسها، هناك نفوذ مخيف لشخصيات سيطرت على مقدرات المحافظة، وهذا واضح لجميع البصريين".

14-06-2021, 10:41
العودة للخلف