الصفحة الرئيسية / صراع الكرد ينتهي باجتماع الاتحاد والديمقراطي الكردستانيين.. هل سيقدمان مرشحاً واحداً لرئاسة الجمهورية؟

صراع الكرد ينتهي باجتماع الاتحاد والديمقراطي الكردستانيين.. هل سيقدمان مرشحاً واحداً لرئاسة الجمهورية؟

المحايد/ سياسي

يقترب البيت المردي من إنهاء الصراع الذي خيم عليه خلال الأشهر الماضية، حيث بدأت ملامح فك عقدة المقاطعة بين حزبي الديمقراطيوالاتحاد الوطني الكردستانيين.

واجتمع وفد من المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني مع وفد من الاتحاد الوطني الكردستاني، الأربعاء، بحضور رئيس إقليمكردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.

وجاء الاجتماع عقب زيارة أجراها رئيس إقليم كردستان إلى محافظة السليمانية معقل حزب الاتحاد الوطني، الأحد، الماضي.

بعد اجتماع، الأربعاء، أصدر الحزبان الكرديان بيانا مشتركا خلا من التفاصيل مع الإشارة إلى أن "مبادرة" رئيس إقليم كردستاننيجيرفان بارزاني وزيارته إلى السليمانية، شكلت "أرضية مناسبة للتفاوض وتطبيع العلاقات بين الجانبين" عبر "العمل على إعادة الثقةوالتفاهم والحوار".

وتصاعدت الخلافات بين الحزبين الكرديين على خلفية التنافس على منصب رئيس جمهورية العراق الذي يقضي العرف بأن يكون كرديا.

وتنحصر المنافسة حاليا بين شخصيتين، هما الرئيس الحالي منذ العام 2018 برهم صالح، مرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني،وريبر أحمد، مرشح الحزب الديموقراطي الكردستاني. 

المطلوب أن يحصل المرشح على أصوات ثلثي النواب ليفوز، علما أن الحزب الديمقراطي تحالف مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدرورئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي في ائتلاف أطلق عليه اسم "التحالف الثلاثي" في محاولة منهم لتشكيل حكومة أغلبية ينادي بهاالصدر منذ عدة أشهر.

بالمقابل اصطف الاتحاد الوطني مع الإطار التنسيقي في مطالبتهم بتشكيل حكومة توافقية بين القوى الشيعية الأبرز كما جرت العادة.

وكان البرلمان قد أخفق في مارس الماضي، للمرة الثالثة، بانتخاب رئيس للجمهورية لعدم اكتمال النصاب نتيجة مقاطعة عدد كبير من النواب،ليستمر الانسداد السياسي في البلاد.

يقول عضو الحزب الديموقراطي الكردستاني شيرزاد قاسم إن "البيان المشترك الذي صدر من الحزبين عقب اجتماع أربيل، يبشر بالخيرللوصول إلى حلول للمشاكل" العالقة.

ويضيف قاسم في حديث لموقع أن "المسائل التي نوقشت خلال الاجتماع تتعلق بالقضايا الكردية الداخلية على مستوى الإقليم وتلك المتعلقةبتشكيل الحكومة الاتحادية".

فيما يتعلق بقضايا الإقليم، يؤكد قاسم أنه "تم الحديث عن انتخابات مجلس نواب الإقليم، واستكمال اختيار أعضاء مفوضية الانتخابات،حيث اتفق الحزبان على الكثير من النقاط العالقة في هذا الشأن، وأهمية اجراء الانتخابات في موعدها" في أكتوبر المقبل.

ويرى قاسم أن "التفاهمات والجلوس معا كسر حاجز الجليد" الذي تشكل عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر الماضي.

ويلفت قاسم إلى أنه تم الاتفاق على "اجتماعات قريبة يتم التوصل خلالها لحلول ترضي جميع الأطراف الكردية وتكون مقبولة من قبلالأطراف العراقية الأخرى فيما يتعلق برئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة".

بالمقابل تعرب عضوة الاتحاد الوطني الكردستاني بليسة جبار عن تفاؤلها بأن يسهم الاجتماع الأخير بين الحزبين عن نتائج مبشرة ويخرجبشيء ملموس على أرض الواقع".

وتقول جبار لموقع إن "المكتبين السياسيين للحزبين لم يجتمعا منذ فترة طويلة"، مبينة أن "هذه خطوة أولى في طريق استعادة العلاقاتوالتنسيق أكثر مقارنة بما جرى في الماضي".

وفيما يتعلق بموقف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من منصب رئيس الجمهورية تشير بليسة إلى أن حزبهم "متمسك بترشيح برهمصالح".

وتبين بليسة كذلك أن "الاتحاد الوطني لا يزال متحالفا مع الإطار التنسيقي وضرورة أن إلا أن يتم اللجوء لفكرة الأغلبية"، لكنها استدركتبالقول "بالنهاية الموضوع سياسي ويمكن أن يتغير في أي لحظة".

واختتمت بليسة حديثها بالتأكيد أن "الوضع لا يزال على ما هو عليه ولا أتوقع أن يكون هناك انفراج في الوقت القريب".

وبعد ستة أشهر من الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت في أكتوبر 2021، لا يزال العراق من دون رئيس جديد، وبالتالي من دون رئيسحكومة جديد يتولى السلطة التنفيذية.

وغالبا ما يكون المسار السياسي معقدا وطويلا في العراق بسبب الانقسامات الحادة والأزمات المتعددة وتأثير مجموعات مسلحة نافذة.

ومنذ أول انتخابات متعددة شهدتها البلاد في 2005 يعود منصب رئيس الجمهورية تقليديا إلى الأكراد، بينما يتولى الشيعة رئاسة الوزراء،والسنة مجلس النواب. 

ويتولى الاتحاد الوطني الكردستاني تقليديا منصب رئاسة الجمهورية، مقابل تولي الحزب الديموقراطي الكردستاني رئاسة إقليم كردستان،بموجب اتفاق بين الطرفين.

"مواجهة الخطر"

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي عصام الفيلي أن الاجتماع الأخير بين الحزبين الكرديين "أذاب الجليد بعد فترة انقطاع شهدتتمسك كلا الطرفين بمواقفه".

ويقول الفيلي إن البيت الكردي يواجه حاليا تحديات مصيرية ووجودية، تبلورت أكثر بعد قرار المحكمة الاتحادية المتعلق بالنفط والغاز، ممادعا الأطراف الكردية لتوحيد مواقفها".

وكانت المحكمة الاتحادية في العراق اعتبرت مؤخرا أن قانون النفط والغاز الذي ينظم صناعة النفط في كردستان العراق غير دستوريوطالبت السلطات الكردية بتسليم إمداداتها من الخام.

ليس هذا وحسب، حيث يشير الفيلي إلى أن "خطرا أكبر آخر يهدد الأكراد المتمثل بوجود حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقيةوهو يشكل تحديا واضحا للحزبين من دون استثناء ويهدد مستقبلهما السياسي".

ويلفت الفيلي إلى أن الحزبيين الكرديين يدركان اليوم أنهما "بحاجة للتعامل بواقعية سياسية مع هذه المعطيات والذهاب للتوافق على رئيسالجمهورية حتى على الأقل يحافظوا على كيانهم السياسي".

وتحدث الفيلي عن "تحركات تجريها بعثة الأمم المتحدة في العراق لإقناع الطرفين بالوصول لنقطة التقاء وتنازل مشترك من أجل اختياررئيس للجمهورية".

26-05-2022, 20:25
العودة للخلف