الصفحة الرئيسية / يبلغ مترتين.. قصة صاحب أطول "شارب" في العراق: يعتز به أكثر من أهله

يبلغ مترتين.. قصة صاحب أطول "شارب" في العراق: يعتز به أكثر من أهله

يلفُ حسين عبد الله (73 عاما) شاربه حول رقبته ويضعه داخل قميصه أحيانا للحفاظ على حيويته كما كان في ربيع شبابه، خوفا من أن يُصيبه الأذى، فأكثر ما يعتز به بين أهله ورفاقه شواربه بعد أن أصبح شخصية مشهورة ومعروفة بصاحب أطول شوارب في العراق.

في نهاية ستينيات القرن الماضي، كان "أبو شوارب" الذي يسكن في قضاء سوران بمحافظة أربيل في كردستان العراق مُمثلا مسرحيا، وكانت دائما تُناط به أدوار الشيوخ والآغاوات وأصحاب الشوارب الثخينة، وهذا ما زرع فيه فكرة عدم حلق شواربه، وفعلا لم يحلقهُ منذ عام 1972.

عدم حلق عبد الله لشواربه لسنوات عديدة جعلها تصل لنحو 2.40 متر، وهذا ما جعله بدون مُنافس في طول الشوارب سواء في الإقليم أو العراق، كما يؤكد في حديثه للجزيرة نت.

طول الشوارب خلق فرحة استثنائية في روح صاحبها، إلا أنه عرضه في الوقت نفسه لحزن بليغ لمرتين طوال تلك السنوات بسبب احتراقه، الأولى في عام 1994 في أثناء العمل، والثانية في نهاية التسعينات في أثناء وجوده في حديقة منزله، واضطر على إثر ذلك في كل مرة بقص شواربه لأكثر من 20 سم.

هدف حسين من عدم حلق شواربه حتى اليوم يعود إلى تمسكه بالعادات والتقاليد التي تعود لأجياله في منتصف القرن الماضي، ومنها أن الرجل يكون ذا هيبة ومكانة اجتماعية مرموقة بشواربه، ويعده أيضا رمزا ظاهرا وهوية بالنسبة للرجل ليُعرف به بين الناس.

ومع ذلك، لا ينفي "أبو شوارب" أنه طمح بتحقيق شهرة في مدينته بعمل يُميزه عن الآخرين، فاختار طول الشوارب بابًا للوصول إلى تلك الشهرة، وهذا مما جعلهُ يُلقب بـ"حسين أبو شوارب".

تعرض عبد الله لمواقف محرجة عدة طوال 4 عقود بسبب طول شواربه، إلا أن أكثر المواقف إحراجا كان في المطار قبل نحو شهرين عندما ذهب لأداء العمرة فاستوقفه العديد من المسافرين في المطار لالتقاط الصور معه، وهو ما أدى لتأخر سفره.

وأما الموقف المحرج الثاني، فحدث عندما ذهب إلى مديرية الجوازات لتجديد جوازه عام 2000، فطلب منه موظفو المديرية قص شواربه حتى تكون الصورة في الجواز واضحة وملائمة، لكنه رفض طلبهم، وأبدى استعداده للتنازل عن إصدار الجواز في سبيل الحفاظ على شواربه، فنزل الموظفون عند رغبته وحصل على الجواز بشوارب طويلة.

ورغم الإيجابيات المُتحققة من طول شواربه، فإن عبد الله لم يسلم حتى اليوم من الانتقادات والكلام الجارح الذي يُوجه له بسبب شواربه، لكنه يقول إنه يستبدل الانتقادات بالمدح والثناء عليه من قبل جمهوره وكل من يعرفه.

وبعد رفقة امتدت لـ4 عقود، بات "أبو شوارب" يُفكر في حلق شواربه ووضعه داخل إطار زُجاجي ويحتفظ به داخل بيته أو يضعه في متحف مدينته ليبقى رمزا وذكرى له.

يقول نجله بازيان إنه تعود مع إخوانه أن يروا والدهم منذ صغرهم بشوارب طويلة، وأصبح عنوانا ولقبا وسمةً بارزةً له ولهم في المدينة، حتى باتوا يُعرفون بين الناس بـ"أولاد أبو الشوارب الطويلة".

هذا اللقب زاد من الفخر والاعتزاز في نفوس الأبناء، إلا أن بازيان -وفي حديثه للجزيرة نت- يؤيد فكرة حلق الشوارب بعد كل هذه السنوات، لأنه يرى أن والده وصل لعمر متقدم، وشاربه يحتاج إلى وقت وعناية شديدين.

أما الباحث في الشأن التراثي والفلكلوري زبير باله، فيرى أن طول شوارب حسين جعله شخصية محبوبة في مجالس الرجال، ففيه من سمات العصر الذهبي الذي كان فيه الوعد والصدق مرتبطا بشوارب الرجل عندما يوعد بها.

ويقول باله -للجزيرة نت- إنه اكتشف خلال صداقته مع عبد الله أن إطالة الشوارب وعدم حلقه مرتبط ارتباطا روحيا بُحب وشغف صاحبه منذ شبابه بالشوارب الثخينة والطويلة.
10-05-2022, 13:22
العودة للخلف