الصفحة الرئيسية / "لا تقربوا هذه الحشرة".. حمى مميتة تنتشر في العراق والضحايا في ازدياد

"لا تقربوا هذه الحشرة".. حمى مميتة تنتشر في العراق والضحايا في ازدياد

في وقت تسجل البلاد حالات صفرية لإصابات كورونا مع تراجع الخطر الوبائي لكوفيد 19 في العراق، تظهر الحمى النزفية ببعض مناطق البلاد مما يرفع من منسوب حالة الإنذار والتأهب لوقف المرض وتداعياته الخطيرة على الإنسان.
وسجل العراق خلال الأعوام الماضية عدة وفيات وحالات إصابة بشرية بمرض الحمى النزفية، التي تعرف أيضا بحمى الكونغو، وتنتقل من الحيوان إلى الانسان عن طريق الملامسة، قبل ان يتم الإعلان عن القضاء عليها نهائيا قبل نحو عقد من الزمن. لكنها عادت من جديد منذ بداية العام الماضي.

مدير عام دائرة البيطرة ثامر حبيب أكد، "تسجيل عدة إصابات بالحمى النزفية في منطقة الكوت في واسط وفي مدينة الناصرية في ذي قار".

وقال حبيب إن "المفارز البيطرية اتخذت إجراءات عدة في المناطق التي تمثل بؤراً للإصابة وقامت بتطهير تلك الأماكن بعمليات رش بغية القضاء على حشرة القراد وهو الوسط الناقل لفيروس الحمى النزفية".

وأضاف حبيب أن "الإجراءات شملت أيضاً حظر دخول وخروج الحيوانات من مناطق الإصابة وتحديد حركة نقل المواشي بين بعض المحافظات، بينها ذي قار وواسط".

وحسب مدير عام دائرة البيطرة، فإن "الحمى النزفية من الأمراض الصامتة التي لا تظهر آثارها على الحيوان الناقل للفيروس، إلا أنها حين انتقالها إلى الإنسان غالباً ما تكون أعراضها شديدة التأثير مع التباين ما بين شخص وآخر".

ويقول حبيب: "موسم ظهور الحمى النزفية دائما ما يكون خلال فترات الربيع واعتدال الجو"، لافتاً إلى أن "العراق ومنذ العام الماضي سجل 21 إصابة بينها 7 حالات وفاة".

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعد الحمى النزفية إحدى الأمراض التي تسببها عدد من الفيروسات، وتكون مصحوبة بنزيف في أغلب الحالات، وتنتقل أحيانا من القوارض وبعض الحشرات. وتكثر الإصابة بالمرض في المناطق الريفية، خاصة بين مربي الدواجن والماشية.

ويصاب المريض باضطرابات نزفية، تصاحبها حمى يمكن أن تؤدي إلى الموت في بعض الأحيان.

وينتقل فيروس المرض عن طريق الجواميس والأبقار والدواجن إلى الإنسان، ويمكن انتقاله من إنسان إلى آخر عبر الاتصال المباشر بدم المصاب أو إفرازات جسده.

وكان قسم الصحة العامة في ذي قار جنوبي العراق، كشف في الرابع من الشهر الحالي عن تسجيل قرابة 20 إصابة بمرض الحمى النزفية في المحافظة منذ مطلع العام الحالي.

وقال مدير القسم، حسين رياض، في تصريح لوسائل الإعلام، إن "المحافظة سجلت 19 إصابة بمرض الحمى النزفية منذ مطلع العام الحالي 2022، بينها 15 حالة سجلت خلال الأسبوعين الماضيين".

وأشار إلى أن "الحالات المسجلة توفي منها 8 حالات حتى الآن"، لافتاً إلى أن "هناك حالات مشتبه بها، بانتظار نتيجة الفحص لها".

وعن آخر التطورات يقول رياض، إن "خطورة المرض تكمن في عدم وجود علاجات مباشرة تعرف بالتكميلية التي عادة ما تحتاج إلى وقت طويل".

ويضيف رياض أن "وزارة الصحة أصدرت توجيهات عدة تضمن إرشادات وقائية واحترازية لضمان عدم انتقال الفايروس ومنع انتشار بؤر الإصابة".

والحمَّى النزفية الفيروسية من الأمراض المُعدية يمكن أن تتسبب بعلة شديدة تهدد الحياة. ويمكن أن تتسبب في تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، وتعوق قدرة الدم على التجلط. وعادةً، لا يكون النَّزيف الداخلي الذي ينتج عن هذه الحالة مهددًا للحياة، لكن الأمراض نفسها يمكن أن تعرِّض الحياة للخطر.

والحمَّى النزفية الفيروسية لها أنواع عديدة وهي حمَّى الضنك والإيبولا ولاسا وماربورغ والصفراء، وتنتشر غالباً هذه الأمراض في المناطق الاستوائية من العالم.

وكانت أول حالة من هذا المرض سجلت في العراق عام 1979، تلتها عدة حالات سجلت في أعوام متفرقة، كان آخرها عام 2010، وأدت إلى وفاة أربعة أشخاص في مدينة الموصل (شمالي العراق).
15-04-2022, 13:13
العودة للخلف