ينتظر المشاهد العراقي، مثل بقية المشاهدين في الدول العربية، ما ستعرضه القنوات التلفزيونية من أعمال درامية خلال أيام شهر رمضان.
وسجلت الدراما العراقية خلال العامين الماضيين تراجعاً كبيراً جراء الأزمة المالية التي ضربت البلاد بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا. لكنها عادت لتنتعش مجددا بعد رفع أغلب القيود.
وخلال العقد الاخير، تعرضت الدراما العراقية لانتقادات شديدة بسبب "التشابه وتكرار الموضوعات" التي غالباً ما تكون مادتها العائلة الريفية أو حوادث الحروب أو حكايات وقعت في عهد نظام صدام حسين.
ويرجع مختصون في الشأن الدرامي العراقي أسباب ذلك إلى ظروف الإنتاج وغياب الدعم الحكومي لقطاع الفن، خصوصاً في الدورات البرامجية لشهر رمضان.
السيناريست والمؤلف حامد المالكي يؤكد، خلال حديث لـ"ارفع صوتك"، أن "المشهد الفني في العراق يعتمد على الدراما اليومية التي تعنى بالحدث الآني واللحظي بما يخلق حالة من الملل والاستهلاك لدى المشاهد العراقي".
ويضيف المالكي: "العراق لديه تاريخ كبير مليء بالقصص والسير عن كبار الشخصيات المهمة التي تركت آثارها في السياسة والفن والاقتصاد ومختلف الجوانب الأخرى. وهو ما يستدعي الانتباه إلى ذلك الجانب دون الاقتصار على محاكاة المشاهد بأحداث تنتهي صلاحيتها بعد أيام من العرض والتناول الدرامي".
ومع ذلك، يلفت السيناريست العراقي إلى أنه "رغم أن المستوى الفني للأعمال العراقية من حيث الجودة عادة ما يكون أقل من المسلسلات المصرية والسورية، لكن تبقى العائلة العراقية متعاطفة مع دراما فنانيها ويشدها شغف في مشاهدة أعمالهم الجديدة".
وبحسب قوائم الأعمال الفنية التي ستعرضها بعض القنوات العراقية ضمن برامجها لشهر رمضان، سيكون المشاهد أمام مجموعة من المسلسلات التي تعنى بأحداث مختلفة تعنى بالماضي القريب والبعيد.
ومن بين تلك الأعمال مسلسل "الكادود"، وهو من تأليف عبد الخالق كريم، وإخراج إحسان عبد الله، وبطولة ذو الفقار خضر، وسولاف جليل، وإنعام الربيعي. وتدور أحداثه عن قصة حب بين معلم ومعلمة في إحدى المناطق الريفية في العراق.
هناك أيضا مسلسل "حلم وخيال"، الذي تدور قصته في إطار من الدراما الاجتماعية الرومانسية، ويتحدث عن محلة تراثية بغدادية قديمة تتعرض للإزالة من قبل أحد المستثمرين. ويؤدي أدوار البطولة فيه الفنانون محمود أبو العباس، وكاظم القريشي، وكريم محسن، وطه علوان، فضلاً عن مشاركة المطرب حسام الرسام. وهو من تأليف وإخراج علي أبو خمرة.
أما مسلسل "جوري"، وهو من تأليف أحمد عثمان وإخراج علي عباس، فيحكي قصة فرقة مسرحية تتنازعها الخلافات في أحد مسارح العراق خلال سبعينات القرن الماضي. ويشترك في بطولته باسم الطيب، وآلاء نجم، وشجرة الدر، ومحمد البصري.
ويرى فتحي شداد نقيب فناني البصرة أن الدراما العراقية ما زالت تراوح مكانها ولم تصل إلى كانت عليه إبان حقبتي السبيعنات والثمانينات.
ويوضح شداد خلال حديث لـ"ارفع صوتك" أن "العراق يمتلك فنانين وقدرات كبيرة في الأداء والتمثيل. لكن غياب رعاية الدولة والدعم اللوجيستي والمادي للفن دفع بأن تكون تلك الأعمال محل اجتهاد الانتاج الخاص والذي دائماً ما يبحث عن تحقيق أرباح على حساب المضمون".
أما الفنان محمد حسين عبد الرحيم، فيرى أن "المشهد الدرامي في العراق يعيش حالة من التعافي والازدهار رغم بعض الأعمال الهابطة التي لا توثر في المجموع العام من مجمل ما تم إنتاجه مؤخراً".
وتفتقد الدراما العراقية للتسويق وهو ما يحد انتشارها عربياً ودولياً. يقول محمد حسين عبد الرحيم إن مسلسله الشهير "استراحة الظهيرة"، الذي عرض في ثمانينات القرن الماضي، تم شراؤه من قبل الكثير من الدول الخليجية. وذلك لأن "العراق كان لديه منظومة محترفة في تصدير أعماله الفنية إلى الخارج".
ومن الأعمال التي سيكون المشاهد العراقي على موعد مع عرضها مسلسل "رحيق". وهو من بطولة آلاء حسين، وسعد محسن، ومن تأليف أحمد هاتف، وإخراج علي أبو سيف، وكذلك الجزء الثاني من مسلسل "السرداب" والذي يؤدي فيه دور البطولة كل من باسم قهار، وخليل فاضل، وبتول عزيز.
ومن بين الأعمال أيضا "بنات صالح"، من تمثيل زهور علاء، ومحمد هاشم. ومسلسل "وطن" ويجسد بطولته جواد الشكرجي، وجلال كامل، ومريم غريبة. وهو من إخراج مهند أبو خمرة وتأليف عبد الحميد المغربي.
ويعد مسلسل "ليلة السقوط" أحد أبرز الأعمال الدرامية العراقية لرمضان 2022، وهو عن سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم داعش في يونيو 2014. وهو عمل مشترك شارك فيه كل من مازن محمد مصطفى، ورياض شهيد، وحسن هادي، وجواد الشكرجي من العراق، وكندة حنا، وباسم ياخور، وميلاد يوسف، وصبا مبارك من سوريا. ومن مصر طارق لطفي وأحمد صيام.
وتصل ميزانية إنتاج المسلسل إلى أكثر من 5 ملايين دولار. وجرى تصويره في مدينة الموصل القديمة والعاصمة بغداد وبعض مناطق كردستان العراق. وهو من إخراج ناجي طعمة وتأليف مجدي صابر.